تغيب الملايين من الطلبة عن المدرسة بسبب العنف



تغيب الملايين من الطلبة عن المدرسة بسبب العنف
Millions of Students Skip School Each Year Because of Bullying
بقلم / Justin W. Patchin
3/1/2017
ترجمة الباحث/ عباس سبتي
يناير 2017

            اطلعت على إحصائية عن العنف قبل خمس السنوات الماضية ، وفيها أن (160) ألف طالب لا يذهبون إلى المدرسة بسبب حوادث العنف ، أن هذا الرقم غير مقنع ومقبول ، وفكرت أن أضيف هذه الإحصائية في كتاب ألفته أنا و "   Sameer" حيث نعمل معاً ، وبدأت أفكر في أصل القضية وعرفت أن الأرقام تتكرر ولكن نادراً تنسب إلى دراسة محددة ، ورأيت هذا العنوان في العديد من المواقع الالكترونية التي تحارب العنف والمقالات والكتب ، واستشهد بعض الكتاب أن مصدر هذه الإحصائية هو طلبتهم ، كذلك هذه الإحصائية غير معلومة لدى مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أو الرابطة الوطنية لعلماء النفس ، وأنا لم أجد المصدر الرئيس لهذه الإحصائية ، لذا نشرت هذا الخبر في موقعنا الالكتروني قائلاً للكتاب ذكر مصدر أي معلومة ينشرونها .
رأيت البيانات الرسمية بعد محاولة الإجابة عن هذا السؤال في استطلاع الرأي الخاص لنظام مراقبة سلوك الطلبة ، ففي عام 2015 وجد أن ( 5،6%) من طلبة المدارس الثانوية لا يذهبون إلى المدرسة بسبب أنهم يشعرون بعدم الأمان بالمدرسة أو عند الذهاب إلى المدرسة  على الأقل في يوم واحد خلال شهر ، وإذا أردنا أن نقرب المعنى نقول أن ( 840) ألف طالب يتغيبون عن المدرسة على الأقل مرة واحدة في الشهر بسبب مخاوف أمنية ، ولكن هذا الرقم لا يميز بين أسباب مختلفة للشعور بعدم الأمان ( خاصة لطلبة فصول 9-12) .    

أنا لا أشك في أن العديد من الطلبة يتغيبون عن المدرسة بسبب حوادث العنف ( وقد تغيبت عن المدرسة عندما كنت في المدرسة المتوسطة ) ولكن الرقم الدقيق بعيد المنال ، وفي محاولة لإلقاء الضوء على قضية العنف ، طرحنا بعض الأسئلة لاستطلاع رأي حوالي (5700) طالباً من طلبة المدارس المتوسطة والثانوية في أنحاء الولايات المتحدة ، حيث سألنا الطلبة هل يبقون بالمنزل بسبب  أنهم ضحية العنف بالمدرسة أو ضحية عبر الانترنت .    
لا نستطيع أن نقدر بدقة عدد الطلبة الذين يمكثون في المنزل ولا يأتون إلى المدرسة في أي يوم  ، ولكن نعرف عددهم بسبب العنف خلال السنة الدراسية ، ووفقاً لموقع : ChildStats.gov هناك حوالي (25) مليون بين أعمار (12-17 ) سنة بالولايات المتحدة عام 2015 ، واستناداً على استطلاع الرأي الذي قمنا به (18،5%) من الطلبة ( أو حوالي 4 ملايين و750ألف طالب ) تغيبوا عن المدرسة من العام الماضي بسبب العنف المدرسي وما يقرب (2%) أو أكثر من 500 ألف طالب قالوا أنهم تغيبوا عدة مرات بسبب حوادث العنف .

 بالإضافة إلى ذلك قال (10%) من الطلبة (مليونان و750 ألف طالب  بالولايات المتحدة ) تغيبوا عن المدرسة بسبب التسلط الالكتروني نسبة (1،2% أو 300ألف  طالب) قالوا " مرات عديدة " ، ومع أخذ في الاعتبار فأن العديد من الطلبة ضحايا التسلط عبر الانترنت أصبحوا ضحايا العنف بالمدرسة أيضا ، ويمكننا أن نقدر أن ما يقرب من 5،4 مليون طالب تغيبوا عن المدرسة في فترة من العام الدراسي بسبب العنف ( أكثر من 530ألف طالب تغيبوا عدة مرات )
 نتائج دراستنا الأخرى تتحدث عن  عواقب أكاديمية محتملة مع التورط بالعنف ، على سبيل المثال حوالي (41%) من الطلبة  قالوا لنا أنهم أصبحوا ضحايا العنف بالمدرسة ( و13% منهم ضحايا التسلط الالكتروني ) بحيث أثر ذلك سلباً على قدرتهم على التعلم والشعور بالأمان بالمدرسة ، وعلاوة على ذلك فأن الطلبة الذين تم تخويفهم بالعنف التقليدي أو الالكتروني أقل احتمالاً أن يبلغوا أنهم يشعرون بأمان في مدرستهم ، وعلى وجه التحديد  76% من الطلبة  تم تخويفهم بالمدرسة  ( وفقط 57% من الطلبة ضحايا التسلط الالكتروني ) قالوا أنهم شعروا بالأمان في المدرسة ، وبالمقارنة أكثر من 95% من الطلبة الذين لم يتم تخويفهم بالعنف التقليدي أو الالكتروني شعروا بالأمان بالمدرسة .
هذه النتائج  تظهر الأثر السلبي للعنف التقليدي والالكتروني على التحصيل الدراسي ونجاحهم بالمدرسة ، ولا يمكننا أن نتوقع أن الطلبة يقومون بالعمل الجيد إذا لم يحضروا بشكل منتظم إلى المدرسة ، وفي حين أننا لا  يمكننا القول بالضبط كم عدد الطلبة الذين تغيبوا عن المدرسة كل يوم بسبب العنف ( أو بسبب عامل آخر ) ، ونعلم أن الكثير من الطلبة يحضرون إلى المدرسة مع الشعور بالأمان وحرية التعلم ، وهذه المعرفة تكفي لتحديد أولويات منع العنف وتوفير السلامة بالمدرسة عام 2017 وما بعدها .

أخيراً نود أن نشكر مؤسسة "    Digital Trust " على تمويل هذه الدراسة  .   

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق