تأثير " ترامب " على سلوكيات عنف المراهقين



تأثير " ترامب " على سلوكيات عنف المراهقين
The “Trump Effect” on Adolescent Bullying Behaviors at School
بقلم / Justin W.  Patchin
30/8/2016
ترجمة تعليق الباحث/ عباس سبتي
يناير 2017

            مرشحة الرئاسة الأمريكية " Hillary Clinton "  قالت : أن أولياء الأمور والمعلمين قلقون بشأن ما يسمونه " تأثير ترامب " ، كتبوا تقارير أن معدلات العنف والتحرش  آخذة في ارتفاع في مدارسنا  خاصة استهداف  الطلبة الملونين : المسلمون والمهاجرين (August 25th, 2016, Reno, NV ) .
ولكن هل هذا صحيح ؟ أنه خرج من فم سياسي ، لذا أعتقد أننا على حق أن نكون متشككين ، فقد صنف موقع " Politifact " ( وهو موقع غير حزبي يهتم بمراجعة الحقائق ) العبارة السابقة أنها صحيحة ، وأشاروا إلى تقرير صادر من مركز قانون الفقر الذي قام باستطلاع آراء " 2000 " من المعلمين الذين زاروا موقع تعليم التسامح ما بين 23مارس و2 أبريل 2016 .

أشارت عينة غير تمثيلية لا يمكن إنكاره زيادة في معدل العنف والتحرش والتخويف بين أوساط الطلبة من الأقليات خاصة العنف اللفظي للمرشحين ضدهم أثناء الحملات الانتخابية ، وفي حين أن استطلاع الرأي لم يستفسر عن مرشحين معينين فأن (20%) من أفراد العينة أشاروا إلى "   Donald Trump " ، بينما القليل من العينة (4%) ذكروا بقية المرشحين ، وهذا " تأثير ترامب المزعوم " جاء في المناقشات مع زملائي الذين أشاروا إلى أسلوب العداء عبر الانترنت والخلافات الاجتماعية التي تحدث جنباً إلى جنب مع ارتفاع في شعبية معدلات العنف بما يتوافق مع تقرير "  SLPC " ، وإذا كان من قبيل الصدفة أو لمجرد أننا نلاحظ هذا العنف أكثر ويبدو أنه يحدث .
من المستحيل استخدام البيانات المتاحة حالياً لتقييم مباشر وبشكل قطعي في إدعاء أن خطاب  السيد " ترامب " يؤدي إلى المزيد من العنف بين الطلبة في المدارس ولكن يمكننا النظر إلى العنف بشكل عام أو العنف بشكل خاص على أساس العرق أو اللون أو الدين قد زاد .

العنف بالمدارس لم يتغير بشكل كبير :
كما لاحظ موقع " Politifact " ليس هناك عينة تمثلية وطنية ومصادر البيانات على المدى الطويل التي يمكن استخدامها لتقييم عبارة " Hillary Clinton " ، ولكن يمكننا النظر إلى ما هو متاح لنا ، على سبيل المثال مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تجري دراسة كل سنتين لاستطلاع آراء طلبة المدارس بشأن مخاطر سلوك الشباب ( العنف المدرسي ) في أرجاء الولايات المتحدة ، و لذا يمكننا النظر إلى حالات العنف عبر السنوات الماضية ، ففي عام 2015 ( آخر دراسة لهذه السنة نتائجها متاحة لنا )   أفاد الطلبة (20%) منهم أنهم تعرضوا إلى التعنيف بالمدرسة في السنة الماضية مقارنة لنسبة ( 19،6%)  لسنة 2013 ، ونسبة ( 20،1%) لسنة 2011 ونسبة (19،9%) لسنة 2009 ، لذا وفقاً لهذا الاستطلاع فأن نسبة الطلبة الذين تعرضوا للعنف بالمدرسة بقيت مستقرة نسبياً خلال السنوات القليلة الماضية ( حوالي 20%) .

تم العثور على اتجاه ثابت أيضا عند مراجعة البيانات ملحق " جريمة المدرسة " لاستطلاع الرأي  ضحايا العنف الوطني  حيث تم طرح الأسئلة على الطلبة مرة كل سنتين عن ضحايا العنف بالمدرسة ، للأسف لم تنشر نتائج الاستطلاع لعام 2015 للجمهور ، وتورط الطلبة في حوادث العنف ظل شاملاً وثابتاً ( حوالي 28% بين عامي 2005 و2011 ) وحتى عام 2013 شهدت انخفاضاً إلى نسبة (21،8%) ولا نريد تجاهل إي استنتاجات من وجهة نظر البيانات المتباينة لذا علينا الانتظار حتى نتطلع على نتائج عام 2015 لمعرفة هل هناك انخفاض في معدل العنف وفقاً لهذا الاستطلاع .

 توجد دراستان على المستوى الوطني تمثل مقياساً عاماً للتورط مع كل أنواع العنف ( لا تقتصر على أساس العرق فقط ) وليس هناك أحد قد جمع في العام الماضي أو نحو ذلك ( الفترة الزمنية التي نهتم بها أكثر وعندما كان السيد " ترامب " تحت الأضواء ) ، وأنا وسمير " Sameer " كان لدينا بعض المعلومات الحديثة  ومع ذلك مع أن تعطينا بعض التبصر في هذه القضية .

العنف على أساس العرق قد يزداد :
في هذا الصيف وتحديداً في شهر يوليو وبداية أغسطس جمعنا البيانات من العينة التمثيلية على المستوى الوطني ل (4آلاف ) طالب من طلبة المرحلة المتوسطة والثانوية ، والهدف من الدراسة التي مولتها مؤسسة "  Digital Trust Foundation " هو فهم أفضل للفروق الإحصائية وعواقب العنف والتسلط بين الشباب ومع التركيز بشكل خاص على الأشكال الرقمية للعنف في مرحلة المراهقة ، وقد أكملنا جمع البيانات في الأسبوع الماضي ولا نزال نراجعها ، وبما أن البيانات حديثة فأنه يمكننا استخراج النتائج الأولية التي لها صلة بالمناقشة  .   
أبلغنا الطلبة عن هذه الدراسة خاصة عن مفهوم العنف : "هو عندما يهدد شخص ما بشكل متكرر ، أو يتحرش به أو يسيء إليه أو يسخر منه عن قصد بالمدرسة " ، سألنا الطلبة أولاً  إن كانوا قد أصبحوا ضحايا العنف في (30) اليوم الأخيرة من السنة الماضية ، ثم سألناهم أشكال العنف التي تعرضوا لها بالمدرسة " بالاسم والتعليق على أساس العرق واللون "  وركزنا على طلبة المرحلة المتوسطة في الدراسة حتى نتمكن من المقارنة بين النتائج لثلاثة استطلاعات الرأي التي تخص هؤلاء الطلبة .

أفاد حوالي (44%) من طلبة المرحلة المتوسطة أو ما يقارب (1500) طالب أنهم تعرضوا للعنف بالمدرسة ، وقال (24%) من الطلبة أنهم كانوا ضحايا بسبب العرق أو اللون ، وبالمقارنة مع نتائج الدراسات الأخرى التي أجريناها قبل الخمس السنوات  الماضية كان معدل العنف بشكل عام متقارب تدور النسب بين(  37% - 44% والمعدل39% ) ولكن معدل العنف على أساس العرق أو اللون كان أعلى خلال تلك الفترة ( بين 11%-24% والمعدل 17%) .      
أود أن أشير إلى أن هذه الدراسات الأربع وتمثل مختلف الناس ( المناطق التعليمية المختلفة بالولايات المتحدة ) العينة الأخيرة على المستوى الوطني فقط ، لذا مقارنتها مع غيره قليلة الكثافة  وتعطينا بعض البيانات الأولية لتقييم ما إذا كان هناك ارتباط بين الأحداث السياسية وارتفاع في معدل سلوكيات العنف بين الطلبة بالمدارس خصوصاً العنف على أساس العرق واللون ، وبشكل مختصر لا يوجد اتجاه واضح أن العنف قد زاد بشكل عام في السنوات الخمس الماضية ولكن العنف على أساس العرق واللون يمكن ان يحدث بتواتر أكبر في الشهور الأخيرة وهناك حاجة إلى المزيد من البيانات التي تم جمعها على مدة فترة أطول من الوقت لفهم ما يحدث على أرض الواقع .  

رداً على سؤال عن تصريحات السيدة كلينتون صديقنا وهو خبير في القضايا والدراسات المتعلقة بالعنف  د. " Dorothy Espelage " أبلغ موقع " Politifact " أن البيانات غير مدعمة من وجهة نظر علمية ، وعلى الرغم من أن البيانات المقدمة هنا نحن نتفق مع السيدة " كلينتون " وتعطينا البيانات بعض الأدلة على ما سوف يحصل قريباً خلال ثلاثة الشهور القادمة والبيانات غير دقيقة فيما إذا كان " تأثير ترامب " يؤثر على حوادث العنف بالمدرسة .
سواء كان هناك تأثير أم لا فان الحقد السياسي صور على شاشات التلفاز  وشبكة الانترنت ليتيح فرصة لأولياء الأمور والمعلمين لدراسة هذا الخطاب ، فأطفالنا يهتمون لأنهم يرون ما ننشره على فيسبوك ويسمعون محادثاتنا مع الأصدقاء ، ونأمل أن ما يرونه ويسمعونه يتسم بالاحترام والطيبة حتى إذا كان موضوع المحادثة هو شخص نختلف معه بشدة .
على الوالدين أن ينبهوا أطفالهم  إلى أن السياسي أو أي شخصية عامة يعبر خط المجاملة إلى القسوة والوحشية من خلال الاتصال فأن هذا هو تصرف هجومي ، فيعتقد أطفالنا أننا نتغاضى عنه ، وقد يتعلمون كيف ينبغي أن يتفاعل البالغ مع الآخرين عندما يريد أن يلفت انتباههم في حين أننا لا يمكن أن نكون حراساً لكل شيء يأخذه أطفالنا لكن يجب أن نلعب دوراً أكثر نشاطاً لمساعدتهم على تصفية نماذج السلوك الخاطئة ويحاكون السلوك الحسن .      
تعليق:
قمنا بترجمة مقالة "  تسلط " Donald Trump " قدوة سيئة لشباب أمريكا " مارس 2016 وهي منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية ،  وعلقنا على المقالة :

التسلط والعنف التقليدي يوجد بين أوساط الكبار والصغار بين الموظفين والساسة والشرطة وغيرهم من أصحاب الوظائف وبين طلاب المدارس والجامعات وفي المنازل والمجمعات التجارية ، في السابق كان العنف التقليدي منتشراً في المنازل والمدارس ونوعاً ما في الجامعات ومقار العمل وعلى نطاق ضيق ، ولكن بعد انتشار أجهزة التكنولوجيا ومنها الأجهزة المحمولة  ظهر ما يعرف بالتسلط الالكتروني وانتشر بشكل موسع في كل مكان ، ونضيف هنا أن هناك عوامل عديدة وراء تنامي العنف وإقصاء الخصم منها أجهزة الإعلام التقليدية والالكترونية التي تفرض على الناس أسلوب الهمجية وكذلك عدم وجود مؤسسات تربوية مؤثرة وقدوات صالحة وبالتالي هذه الحضارة التسلطية إن صح التعبير سوف تأكل الأخضر واليابس لا بأس بالاطلاع على دراستنا : الإنذار بانهيار الحضارة التكنولوجية ( المعاصرة ) وهي منشورة  أيضا في  منشورة في موقعنا المسار للبحوث التربوية والاجتماعية . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق